رياضة بداية موسم محيّرة للترجي : انقسامات تعطّل المجهودات.. والهيئة التوافقية ضرورية لانقاذ الجمعية
تواصل المدّ والجزر في نتائج وأداء الترجي الرياضي خلال مطلع الموسم الجديد في سباق البطولة الوطنية لكرة القدم وهذا ما جعل مؤشّر الحيرة مفتوحا على مصراعيه لدى الأنصار ممن ساءتهم هذه الانطلاقة المتواضعة التي لم يعتد بها الترجي تاريخيا وهو الذي آلف التدارك سريعا حتى وان اهتزّ المحصول في البداية.
المهم أن ما يجري في الترجي يجعل الأسئلة ترتفع عن الأسباب المؤدية الى هذا الوضع الذي بات ينذر بموسم أبيض ما لم تحدث الرجة المطلوبة لانقاذ ما أمكن وحتى لا يكون "موسما قاحلا" لم يتعوّد به الترجي حتى في أسوأ حالاته.
في مقابل هذا "التشاؤل القائم" والاحترازات الكثيرة حول أداء زملاء الدراجي ممن أشير اليهم باصبع الاتهام محمّلين اياهم مسؤولية نزيف النقاط بعد الاكتفاء بتسع نقاط فقط عقب سبع جولات بالتمام والكمال وهو محصول لم تألفه "المكشخة" التي يدرك أبناءها قبل الجميع أن المراهنة على اللقب تستوجب جني ما تيسّر من النقاط في مواجهة فرق أسفل الترتيب ووسطه، وهذا ما غاب حاليا اذا ما علمنا أن الفريق لم يلاق بعد أحدا من منافسيه التقليديين على البوديوم.
في الجانب الاداري ولئن كان الترجي يعيش على وقع حدث هام وهو الجلسة العامة الانتخابية مطلع شهر نوفمبر، فان ذلك لا يحجب اجتهاد الهيئة برئاسة حمدي المدب لتوفير السيولة المادية اللازمة، والدليل أنه لم يحدث أي اشتكاء عن تأخر في تسليم الجرايات والمنح عكس فرق أخرى تكتوي بنيران غياب المال، ولذلك فانه رغم تواضع النتائج فان الهيئة لم تتوان في تسديد المبالغ اللازمة لضمان سير عادي لنشاط الفريق، ولكن اللامبالاة تبدو كبيرة من اللاعبين بعد تهدّد حالات الخروج عن نص الانضباط وآخرها ما جدّ قبل مواجهة جرجيس مع العكايشي والمهذبي مما يوحي بعدم شعور بالمسؤولية عند ارتداء قميص بلّله نجوم كثر بعرقهم.
نهاية جيل...
من الصعب جدا اقناع جمهور فريق كبير بالتضحية بموسم لاعادة البناء على أسس ثابتة، وهذا مثلا ما لا يرتضيه جمهور الأحمر والأصفر الذي يرى جانب كبير منه أن الفريق خلق ليتوّج فقط، لكن ما يجري حاليا يثبت أن ما يمرّ به الترجي هو نهاية جيل سيطر تقريبا على كل الألقاب الممكنة محليا ومرّ الى اليوناف ودوري أبطال العرب ومنها الى رابطة أبطال افريقيا فمونديال الأندية باليابان، ولذلك فان الظرف الانتقالي يستوجب الاعتبار من سيناريو 2008 عند بداية التأسيس لجيل الدراجي والمساكني وشمام وغيرهم مع كابرال ثم تتالت الألقاب لاحقا، وهذا ما يحدث بالتدقيق حاليا، فالترجي مطالب بضخ دماء جديدة.. ولكن بن يحيى لا ولن يملك عصا سحرية حتى يغيّر وجه ونتائج "المكشخة" بين مباراة وضحاها، فالمطلوب هو اعادة تأسيس جيل كروي جيّد لأن النسخة الحالية ليس بمقدورها الذهاب بعيدا بعد أن استنفدت كل خراطيشها.
دعم الجمهور
غالبا ما وصف جمهور الترجي بأنه من أكثر القواعد الجماهيرية المؤثرة والقادرة على كسب الانتصارات والألقاب بشحن لاعبيها، غير أن ذلك -وبمنتهى الوضوح- غاب حاليا لأن الأنصار انتفضوا عن مدرجات رادس قبل العودة المرتقبة الى المنزه انطلاقا من اللقاء القادم عند استقبال نجم المتلوي، واعتنى كل منهم بمناصرة هذا الشق في الهيئة ومهاجمة ذاك وابداء الحنين الى اسم ما، كلها عوامل يجب أن تنتفي سريعا حتى يحدث الحشد المعنوي الذي يبقى قادرا على دفع شيخ الأندية الى تحقيق انتصارات معنوية هامة لانهاء البداية السلبية الحاصلة وبعدها سيكون لكل حادث حديث.
دماء جديدة..والتوافق مطلب ملحّ
اضطر الترجي الى الاكتفاء بالرصيد البشري المتوسّط حاليا لمجابهة مرحلة الذهاب في انتظار ما ستأتي به فترة التعزيزات الشتوية ولكن ذلك سيتطلب ضحا ماليا كبيرا من هيئة المدب الذي قيل انه ظل بمفرده يجابه المصاريف الكبيرة لتسيير ناد بحجم وثقل الترجي.
البعض بات ينادي بضرورة غربلة قوية لمحيط الهيئة وابعاد الباحثين عن المصالح الذاتية قبل مساعدة الترجي وهو أمر منطقي للغاية..ثم المرور في مرحلة ثانية الى تشكيل توليفة توافقية بلمّ الشمل بين أبناء النادي ومدعميه حتى لا يكون الصراع فرديا في مجابهة مليارات مستعجلة تحتاجها الخزينة لتجميل وجه شيخ الأندية واعادة النضارة والبريق اليه.
طارق العصادي